بعد مرور 12 عاما على اللاجئين السوريين في بلاد اللجوء، الائتلاف الوطني السوري أكد في بيانه أمس الخميس 20 حزيران، في مناسبة اليوم العالمي للاجئين على أن سوريا ما تزال غير آمنة لعودة اللاجئين السوريين إليها.
وأكد “الائتلاف الوطني السوري”، أنّه “لا توجد بيئة مناسبة لإعادة اللاجئين، ولا سيما أن مسببات اللجوء ما تزال موجودة، لا بل ازدادت تنوعًا وتعمقًا وانتشارًا، وأهمها استمرار نظام الأسد في منهج القمع والقتل والاعتقال بأشكال وطرق مختلفة، كما هو مثبت في تقارير المنظمات الدولية والسورية المعنية”.
وشدد “الائتلاف الوطني” في بيانه، على أن “عودة اللاجئين منوطة بتحقيق الانتقال السياسي في سوريا وفق القرار 2254، وتحقيق بيئة آمنة محايدة بعد تشكيل هيئة الحكم الانتقالي المنصوص عليها في القرار المذكور”.
المسؤول عن أزمة اللاجئين السوريين
وأشار بيان “الائتلاف”، أنّ “أزمة اللاجئين، ومثلها أزمة النازحين داخلياً الذين يعانون ظروفاً مأساوية، هي من نتاج نظام الأسد وشركائه في عمليات التهجير، وهو المسؤول المباشر عنهما إلى جانب عشرات الأزمات التي تمر بها سوريا والمنطقة”.
ونوه البيان، أنّ “على المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظماتها الوقوف بشكل فعال إلى جانب السوريين لكون هذه الأزمات الإنسانية والانتهاكات والجرائم التي ترتكب بحقهم داخل سوريا وخارجها تفوق طاقتهم على مواجهتها بمفردهم”.
وأضاف “الائتلاف الوطني” في بيانه، إنّ “استمرار التعامل الدولي مع الأوضاع المأساوية التي يعيشها الشعب السوري والقضية السورية بطريقة إدارة الأزمات بدلاً من حلها بشكل حاسم، لن يؤدي إلى حل أزمة اللاجئين وأزمات السوريين ككل، ولا بدّ للمجتمع الدولي من تغيير استراتيجيته والتعامل بأساليب أكثر حزماً من أجل تطبيق القرار 2254 (2015) بشكل صارم”.
وعلل البيان على ذلك، “لأن الأزمات الإنسانية في سورية جذورها سياسية، ولا يمكن الوصول إلى حلول مستدامة لهذه الأزمات دون معالجة المسببات”.
وفي ختام البيان أعرب “الائتلاف الوطني السوري” عن شكره “للدول المضيفة للاجئين السوريين التي توفر لهم البيئة المناسبة والرعاية اللازمة”، ومشدد على أن “السوريين يثمنون عالياً جهود هذه الدول وإسهاماتها الإنسانية، و مسؤولياتها في حماية اللاجئين”، ومؤكد على “تمسك اللاجئين والنازحين بحقهم بالعودة الطوعية والآمنة والكريمة إلى مساكنهم الأصلية في وطنهم الأم”.
إحصائيات وتعليقات سياسية
وقال رئيس “هيئة التفاوض السورية” بدر جاموس، عبر منشور على منصة إكس (تويتر) إن “اليوم العالمي للاجئين، الذي قررته الأمم المتحدة كمناسبة لتكريم اللاجئين في جميع أنحاء العالم، وليسلط الضوء على قوة وشجاعة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم هرباً من الاضطهاد والحرب والعنف، وهو مناسبة لحشد التفهم لمحنتهم والاعتراف بعزيمتهم من أجل إعادة بناء حياتهم”.
وطالب “بدر جاموس”، “كافة الدول المستضيفة للاجئين السوريين بحفظ كرامة اللاجئين واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحماية والحصول على مأوى آمن وكريم، وتمكينهم من التعليم المناسب والرعاية الصحية الكاملة والحماية القانونية، وعدم ممارسة أي ضغوط لإرغامهم على العودة القسرية”.
وأشار إلى أن “الحل السياسي المنسجم مع القرارات الدولية، وخاصة بيان جنيف والقراران الأمميان 2118 و “2254”، هو الحل الوحيد الذي يضمن بيئة آمنة لعودة اللاجئين السوريين بكرامة وحرية إلى بلداتهم ومنازلهم، وهو الذي يضمن لهم حقوقهم كمواطنين، ويُمهّد الطريق إلى التعويض وجبر الضرر، ويضمن الأمان والاستقرار المستدامان”.
ووثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” في تقريرها أمس الخميس 20 حزيران، بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، ما لا يقل عن 4714 حالة اعتقال تعسفي للعائدين من اللاجئين والنازحين على يد قوات النظام السوري”.
وأكدت في تقريرها، أن “الانتهاكات التي ما زالت تمارس في سوريا، هي السبب الرئيس وراء هروب ملايين السوريين من بلادهم حتى بلغ عدد اللاجئون السوريون قرابة 6.7 مليون شخص، وأن هذه الانتهاكات الفظيعة هي السبب الرئيس وراء عدم عودة اللاجئين، بل وتوليد مزيدٍ من اللاجئين، بسبب هذه الانتهاكات التي تهدد جوهر حقوق وكرامة الإنسان، وعدم وجود أي أفق لإيقافها أو محاسبة المتورطين فيها”.
اقرأ أيضاً: ميليشيا قسد تستهدف المدنيين الأبرياء بالقناصة