أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الثلاثاء، تنفيذ سلاح الجو الأميركي ضربات استهدفت ما وصفته بـ”جماعات إيرانية وسورية” متهمة بشن هجمات ضد القوات الأميركية في سوريا.
وأوضحت الوزارة في بيان، أن هذه العمليات تأتي ضمن إطار “الدفاع عن النفس”، مشيرة إلى استمرار التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في مواجهة الإرهاب.
وشددت على أن الهدف الأساسي من وجود القوات الأميركية في سوريا هو حماية قواتها وحلفائها، واستمرار مكافحة تنظيم “داعش”.
وتحتفظ الولايات المتحدة بعدد محدود من القوات المتمركزة في قاعدة قرب أحد حقول الغاز في دير الزور، وتعتبر المنطقة نقطة ساخنة إذ تشهد أحياناً مواجهات مع جماعات مدعومة من إيران، بالإضافة إلى نشاط مستمر لعناصر تنظيم “داعش”، الذي ما زال يمثل هدفاً رئيسياً للعمليات الأميركية منذ عام 2014.
ويشهد شمال سوريا تصعيداً عسكرياً حاداً في الأيام الأخيرة، حيث شنت فصائل المعارضة المسلحة، هجوماً مفاجئاً على قوات الأسد وميلشيا حزب الله وإيران في عدة محاور. حيث ارتفعت حصيلة القتلى منذ بدء الاشتباكات في 27 نوفمبر إلى 602 قتيل، بينهم 104 مدنيين، في ظل اشتداد المعارك والقصف المتبادل، وفق تقارير صحفية لم يتسنَ لوكالة الصحافة السورية التأكد من صحّتها.
تفصيلاً، شملت الحصيلة 299 قتيلاً من مقاتلي الفصائل المعارضة، و199 قتيلاً من عناصر قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، إضافة إلى المدنيين الذين قضوا بسبب القصف والاشتباكات المباشرة.
ويعكس هذا التصعيد الميداني تعقيد المشهد العسكري والسياسي في سوريا، حيث تداخلت المصالح الإقليمية والدولية في مسرح الحرب.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتعدد فيه القوى المتصارعة على الأرض السورية، حيث تبرز تناقضات المصالح الإقليمية والدولية، حيث تؤكد الولايات المتحدة أن عملياتها تركز على محاربة تنظيم “داعش” وحماية قواتها، في حين تدعم إيران وميليشياتها نظام الأسد لتعزيز سيطرته على المناطق الاستراتيجية.
من جهة أخرى، تسعى تركيا إلى توسيع نفوذها في المناطق الحدودية، حيث تدعم فصائل المعارضة المسلحة في مواجهة قوات الأسد وميليشيا قسد.
وجعل هذا التداخل في الأجندات من الصراع السوري ساحة مستمرة للتجاذبات الدولية والإقليمية، ما يساهم في تعقيد الحل السياسي المنشود.
وسط هذه التطورات العسكرية، تبقى الأوضاع الإنسانية في سوريا في تدهور مستمر، حيث يتحمل المدنيون العبء الأكبر من القتال، مع تزايد أعداد الضحايا والنازحين، ما يزيد من معاناة الشعب السوري الذي بات يواجه مأساة مستمرة منذ أكثر من عقد.
ومع استمرار الضربات الأميركية وتصعيد الفصائل العسكرية ضد قوات الأسد، يبدو أن سوريا على أعتاب مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، في ظل غياب إرادة دولية حقيقية لإنهاء الصراع، فبين الضربات الجوية والهجمات المتبادلة، يبقى المشهد مفتوحاً على سيناريوهات أكثر تعقيداً في المستقبل القريب.
اقرأ أيضاً: إسرائيل تغتال قيادياً في ميليشيا حزب الله قرب مطار دمشق