سوريا

الشبكة السورية تطلق تحذيراً حول الألغام الأرضية

الألغام تسببت بمقتل 3,521 مدنياً منذ 2011

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريراً شاملاً حول انتشار الألغام الأرضية في سوريا محذرة من التهديد الكبير الذي تشكله هذه الألغام على حياة النازحين العائدين إلى أراضيهم.

التقرير الذي تضمن توصيات لمواجهة انتشار الألغام جاء مصحوباً بخرائط توضح أبرز أماكن انتشارها في البلاد.

وأشارت الشبكة إلى أن الألغام الأرضية ومخلفات الذخائر العنقودية أصبحت منتشرة بشكل كبير في العديد من المحافظات السورية، مهددةً حياة السكان بشكل يومي.

وذكرت أن سهولة تصنيع الألغام وكلفتها المنخفضة جعلتها أداة مفضلة لدى أطراف النزاع المختلفة، حيث تم استخدامها بكثافة دون الإعلان عن مواقعها أو بذل جهود كافية لإزالتها.

التقرير أوضح أنه منذ بداية معركة “ردع العدوان” في 27 تشرين الثاني وحتى الآن تم توثيق مقتل 45 مدنياً، بينهم 6 أطفال و4 سيدات نتيجة انفجار الألغام الأرضية.

وأضافت الشبكة أن نظام الأسد استخدم الألغام قبل عام 2011 لكن استخدامها ازداد بشكل ملحوظ بعد اندلاع الثورة السورية في مارس 2011، حيث قام بزراعتها على طول الحدود مع لبنان وتركيا دون توفير تحذيرات ملائمة.

كما تم توثيق استخدام الألغام من قبل أطراف النزاع الأخرى، في حين أن استخدام الذخائر العنقودية اقتصر على نظام الأسد المخلوع والقوات الروسية.

واستناداً إلى قواعد بيانات الشبكة التي تشمل توثيقاً دقيقاً لضحايا ومصابي انفجارات الألغام، تم إعداد خرائط تقريبية توضح المناطق الملوثة بالألغام في مختلف المحافظات السورية.

ولفتت الشبكة إلى أن هذه الخرائط تعتبر أداة مهمة لتوضيح مدى الخطر الذي يمتد لعقود طويلة، وخصوصًا على حياة الأطفال.

وأكدت الشبكة أن الألغام الأرضية تسببت منذ آذار 2011 وحتى نهاية 2024 في مقتل ما لا يقل عن 3,521 مدنيًا، بينهم 931 طفلًا و362 سيدة، بالإضافة إلى عدد من كوادر الدفاع المدني والطبية والإعلامية.

كما أشارت إلى أن الألغام تسببت في إصابات وتشوهات خطيرة للمدنيين حيث أدت الشظايا المتناثرة إلى بتر أطراف وتمزق شرايين وخلايا، فضلًا عن إصابات في السمع والبصر.

وبحسب تقديرات الشبكة، فإن ما لا يقل عن 10,400 مدني أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة العديد منهم يحتاج إلى أطراف صناعية، بالإضافة إلى سلسلة طويلة من عمليات إعادة التأهيل والدعم النفسي.

وتسببت الألغام في عرقلة عودة النازحين إلى ديارهم، كما أعاقت حركة فرق الإغاثة والدفاع المدني، وشكلت تهديدًا كبيرًا لجهود إعادة الإعمار والتنمية.

وفي ختام التقرير وجهت الشبكة جملة من التوصيات للأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مطالبةً بزيادة المساعدات اللوجستية تدريب المنظمات السورية، تخصيص موارد مالية، الدعوة إلى جهود تطهير مستمرة، ودعم المبادرات المجتمعية.

كما دعت حكومة تصريف الأعمال إلى ضمان بيئة آمنة وخالية من المخاطر للنازحين العائدين، تحديد المناطق الخطرة مساعدة الضحايا من خلال توفير الدعم الطبي وإعادة التأهيل، وتنفيذ برامج توعية تستهدف الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال ونشر خرائط محدثة حول المناطق الملوثة وتحذير المدنيين من الاقتراب منها.

شاهد أيضاً أحمد الشرع يلتقي ممثلين من الطائفة المسيحية في دمشق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى