البنتاغون يضع خططاً لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا
خيارات الانسحاب تتراوح بين 30 و90 يوماً
كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن تحركات داخل وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” لوضع خطط لسحب جميع القوات الأمريكية من سوريا، وسط تباين في التصريحات بين الإدارة الأمريكية والقيادات العسكرية حول تداعيات هذه الخطوة.
وبحسب مسؤولين في البنتاغون تحدثوا لشبكة NBC News، فإن هذه الخطط تأتي بعد أن أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومسؤولون مقربون منه، عن اهتمامهم المتزايد بسحب القوات، مما دفع الوزارة إلى دراسة خيارات تنفيذ الانسحاب خلال فترة تتراوح بين 30 إلى 90 يوماً.
ويوم الجمعة الماضي 31 كانون الثاني، أجرى مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد، مايك والتز، زيارة إلى مقر القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) في فلوريدا، حيث التقى بكبار القادة العسكريين الأمريكيين واطلع على تطورات الوضع في الشرق الأوسط.
ورغم تزامن هذه الزيارة مع الحديث عن الانسحاب المحتمل، نفى مسؤول في البيت الأبيض أن تكون لها أي علاقة بخطط تقليص القوات، مؤكداً أنها كانت تهدف إلى “تقديم صورة شاملة عن المنطقة”، بحسب ما نقلته الشبكة الأمريكية.
تصريحات متناقضة حول الدور الأمريكي
وفيما تتزايد التكهنات حول احتمالية الانسحاب، قلل ترامب في تصريحات سابقة من أهمية الدور الأمريكي في سوريا.
وشدد ترامب على أن الولايات المتحدة ليست معنية بالتورط في تطورات الملف السوري خاصة عقب سقوط نظام الأسد البائد.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض: “سوريا تمثل فوضى خاصة بها، وليس علينا التدخل في كل شيء”.
تحذيرات من تداعيات الانسحاب
من جانب آخر، حذر مسؤولون في البنتاغون من أن سحب القوات الأمريكية قد يخلق “فراغاً أمنياً خطيراً”، خاصة في ظل اعتماد قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على الدعم الأمريكي لإدارة سجون ومخيمات تضم آلاف المقاتلين من تنظيم “داعش“.
وأشار المسؤولون إلى أن غياب القوات الأمريكية قد يؤدي إلى إعادة نشاط التنظيم، مما قد يشكل تهديداً واسع النطاق للاستقرار الإقليمي.
كما أعربت “قسد” عن مخاوفها من أن أي انسحاب مفاجئ قد يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه في عام 2014.
انتشار القوات الأمريكية بسوريا
ورغم الجدل حول تقليص الوجود العسكري الأمريكي، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية في كانون الأول الماضي أن عدد الجنود الأمريكيين في سوريا بلغ نحو 2000 جندي، أي أكثر من ضعف العدد الرسمي المعلن عنه سابقاً، والذي كان يقدر بـ900 جندي فقط.
ووفقاً للبنتاغون، فإن 1100 جندي إضافي تم إرسالهم مؤقتاً إلى سوريا، بينما تم الإبقاء على 900 جندي في مواقع استراتيجية لفترات أطول.
تعليق من قسد
في المقابل أعلنت قوات سوريا الديمقراطية اليوم الأربعاء 5 شباط، أنها لم تتلق أي خطط لانسحاب القوات الأمريكية من شمال وشرق سوريا.
وصرح المتحدث باسم “قسد” فرهاد شامي لوكالة رويترز، أن تنظيم داعش و “القوى الخبيثة الأخرى” ينتظرون فرصة الانسحاب الأمريكي لإعادة النشاط والوصول إلى حالة 2014.
هل ستنسحب أمريكا؟
ورغم أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الحديث عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، فإن التجارب السابقة أظهرت تراجعاً أمريكياً في اللحظات الأخيرة، خاصة مع اعتراضات القيادات العسكرية.
ويتساؤل مراقبون إن كان الشرق الأوسط سيشهد تحولات جديدة مع تنفيذ هذا الانسحاب، أم أن الواقع الميداني سيجبر واشنطن على إعادة النظر في قراراتها؟
شاهد أيضاً بين الإقصاء والاحتواء: مصير الضباط والسياسيين المنشقين عن النظام المخلوع