سوريا

إهمال ملف المعتقلين والمغيبين في سجون الأسد: غياب العدالة واستمرار المأساة

بعد سقوط نظام الأسد، تُطرح العديد من التساؤلات التي لا تجد إجابة شافية حول مصير عشرات الآلاف من المعتقلين والمغيبين في سجونه. لقد تم إغفال هذا الملف الذي يُعدّ من أقوى وأهم الملفات، ليس فقط على مستوى السوريين، بل على مستوى العدالة الدولية بأسرها.
من بين الأسئلة الأكثر إلحاحًا:

هل تم إهمال ملف المعتقلين والمغيبين في سجون الأسد؟

لماذا هذا التجاهل؟ ولماذا يتم تهميش ملف يعكس مأساة كل عائلة سورية؟

كيف يمكن أن نغض الطرف عن قضية تمس القلوب والوجدان السوري؟

لماذا لم يتم توجيه خطاب واضح للجهات المعنية؟

ولماذا لا يتم اتخاذ خطوات جدية لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم؟

تغيب للمرة الثانية

باتت ساحة المرجة رمزًا للمختفين قسرًا، حيث علّق الأهالي والمحبون صور الغائبين منذ سقوط النظام المجرم. في مبادرة لتنظيف الساحة، أُزيلت الصور وأُلقيت في القمامة. والأكثر إيلامًا أن أحمد الشرع التقى بوالدة المختفي الأمريكي في الوقت نفسه دون لقاء أي فرد من عائلات المختفين السوريين حتى الآن.
هذه المشاهد، التي ترافقها تهميش مستمر لملف المعتقلين، تترك أثرًا نفسيًا سلبيًا على ذويهم وتعكس استمرار معاناتهم، في محاولة لطمس معالم جريمة تغييب الأبرياء.

إهمال متعمد أم خطة ممنهجة؟

في الوقت الذي كان يجب فيه توثيق مأساة المعتقلين والمغيبين، نجد آلاف الوثائق والأدلة الدامغة على جرائم الحرب والتعذيب والتصفية التي ارتكبها نظام الأسد، قد تُركت مهملة دون اهتمام. هذه الوثائق كانت تمثل فرصة لمحاكمة المجرمين، لكنها تحولت إلى مادة إعلامية تُستخدم لتغطية المأساة دون تقديم حلول حقيقية.

الطمس المتعمد للأدلة

في خطوة غير مفاجئة، أقدمت مجموعات على طلاء جدران أحد السجون لطمس الأدلة. هذا الفعل يندرج ضمن محاولات منهجية لتغيير معالم مسرح الجريمة. واللافت غياب أي جهة قانونية تعمل على توثيق الأدلة.
لماذا لا يُطرح الملف في المحافل الدولية؟ ولماذا لا يتم تقديم إجابات واضحة؟

حادثة اغتيال

في سياق طمس الحقيقة، اغتيل “محمد الحمدو”، أحد مؤسسي “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، في استهداف واضح لمن يسعون لكشف مصير المعتقلين. فهل هذه الحوادث صدفة أم جزء من مخطط أوسع لدفن الحقيقة؟

التساؤلات تتزايد… وأين العدالة؟

يتزايد طرح التساؤلات دون إجابات. هل هناك اتفاقات دولية تُغير مسار العدالة؟ هل يُعامل الملف كورقة مساومة سياسية؟
إهمال هذا الملف إهانة لكل عائلة فقدت أحد أفرادها في سجون الأسد.

العدالة هي الطريق الوحيد للمستقبل

لقد حان وقت التحرك الجاد. العدالة ليست رفاهية، بل هي استحقاق ضروري لاستعادة كرامة السوريين وبناء مستقبل أكثر إنصافًا. محاكمة المجرمين وتوثيق الأدلة يجب أن تكون في صدارة أولويات الجميع.
الحقيقة لا يمكن دفنها إلى الأبد. السوريون يستحقون العدالة، وعلى العالم أن يتحمل مسؤوليته لدعمهم.

شاهد أيضاً معلمو الحسكة يرفضون قرارات هيئة التعليم التابعة لميلشيا قسد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى