أحمد الشرع يكشف جوانب من حياته الشخصية والسياسية

أجرى الرئيس الانتقالي السوري ، أحمد الشرع ، مقابلة مع البودكاست السياسي البريطاني “The Rest Is Politics“، الذي يقدمه الصحفي والسياسي البريطاني أليستر كامبل. خلال المقابلة التي بُثّت صباح الاثنين 10 شباط، تحدث الشرع عن تفاصيل حياته العائلية، تجربته في السجون العراقية، ومشاركته في معارك سابقة، بالإضافة إلى استلامه منصب الرئاسة في سوريا.
الحياة العائلية
تحدث الشرع عن أسرته، موضحًا أنه متزوج من لطيفة الدروبي، وهي من مدينة القريتين في حمص، ولديه ثلاثة أطفال. وأكد أن الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد فرضت عليه اتخاذ تدابير لحماية عائلته قبل دخول دمشق، مشددًا على أهمية الحفاظ على خصوصية العائلة في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة.
ظهرت زوجته لأول مرة علنًا خلال زيارته إلى السعودية وأدائه مناسك العمرة، ثم رافقته لاحقًا في زيارته إلى أنقرة، حيث التقت بزوجة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان.
النشأة والمسيرة السياسية

أوضح الشرع أن أصول عائلته تعود إلى الجولان المحتل، لكنه وُلد في السعودية، ثم انتقل إلى دمشق، وبعدها إلى العراق قبل أن يعود إلى سوريا للانضمام إلى الثورة. نشأ في بيئة سياسية حيث كان والده لاجئًا سياسيًا وكاتبًا في الصحف.
السجن وحياته السرية
تطرق الشرع إلى فترة أسره في العراق، حيث تم احتجازه في عدة سجون، منها “أبو غريب” و”بوكا” و”التاجي”. وأوضح أن هذه التجربة أثرت في نضجه السياسي، إذ تعرف خلالها على أفكار مختلفة، بعضها صادم له، خاصة فيما يتعلق بالصراع الطائفي في العراق.
كما أشار الصحفي كامبل إلى أن لقاءه مع الشرع كان غريبًا، نظرًا لأنهما كانا على طرفي نقيض خلال حرب العراق عام 2003، حيث كان كامبل ضمن القوات البريطانية بينما كان الشرع يقاتل ضمن تنظيم القاعدة ضد القوات الأمريكية. رفض الشرع الإجابة مباشرة عن هذا الموضوع، مؤكدًا أن مناقشته تتطلب وقتًا أطول وتفصيلًا أكبر.
وعند سؤاله عن تأثير العيش سرًا لمدة 20 عامًا، أوضح الشرع أن حياته لم تكن مخفية بالكامل، بل كان يلتقي بالناس ويجري اجتماعات يومية، لكنه اضطر أحيانًا لاتخاذ تدابير أمنية خاصة. وأكد أن ظروف العمل في إدلب تختلف عن طبيعة الحياة السياسية في دمشق، حيث بات عليه اليوم أن يكون أكثر شفافية مع الجمهور.
المكافأة الأمريكية لاعتقاله
وحول المخاوف من المكافأة التي رصدتها الولايات المتحدة للقبض عليه، قال الشرع إنه لم يكن قلقًا بشأنها، حيث كان يلتقي بوفود خارجية وصحفيين، ويركز على بناء المؤسسات وخدمة الناس. وأشار إلى أن واشنطن أوقفت لاحقًا المكافأة عقب لقاء جمعه بمساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، في كانون الأول 2024.
ردًا على سؤال حول ما إذا كان مهووسًا بالسيطرة، أكد الشرع أن الأمر لا يتعلق بالتحكم المطلق، وإنما بضرورة وجود نظام وانضباط لضمان الاستقرار. وأضاف أن القيادة تتطلب مسؤولية عالية لضمان عدم وقوع فوضى، خاصة خلال المراحل الانتقالية الحساسة.
وعند سؤاله عما إذا كان يطمح للرئاسة منذ البداية، نفى الشرع ذلك، موضحًا أن هدفه كان خدمة الناس، وليس السعي إلى منصب معين. وأكد أن الثورة السورية انتهت بإسقاط النظام، وأن المرحلة الحالية تركز على بناء الدولة والاستقرار الإقليمي.
بنهاية اللقاء أوضح الشرع أن التحديات التي واجهها جعلته أكثر وعيًا بمتطلبات المرحلة الجديدة في سوريا، مؤكدًا التزامه بالعمل على إعادة بناء البلاد وإقامة علاقات استراتيجية مع الدول الغربية والإقليمية، بعيدًا عن عقلية الصراع التي ميزت المرحلة السابقة.
شاهد أيضاً : مصرف سوريا المركزي يوضح أسباب ارتفاع الليرة وإجراءاته