النازحون السوريون بين شبح العودة وجحيم النزوح معاناة بلا حلول
مناطق خفض التصعيد: الدمار الأكبر والبنية التحتية المنهارة

تعد المناطق التي كانت مشمولة باتفاقيات “خفض التصعيد” والمعروفة باسم مناطق أستانة الأكثر تضررًا من العمليات العسكرية والقصف الذي شنه النظام السوري السابق مع القوات الروسية.
فقد تعرضت هذه المناطق مثل ريفي إدلب وحماة، لدمار واسع النطاق، حيث خرجت البنية التحتية بالكامل عن الخدمة، وتم تدمير المنازل والمنشآت الخدمية ما جعلها غير صالحة للسكن.
وعلى الرغم من أن الأضرار شملت مختلف المحافظات السورية فإن مناطق خفض التصعيد كانت الأكثر تضررًا، الأمر الذي يجعل عودة النازحين إليها محفوفة بالمخاطر وبحاجة إلى جهود إعادة إعمار واسعة لم تبدأ حتى الآن.
خطر الألغام وانعدام الخدمات
يواجه النازحون السوريون معضلة العودة إلى قراهم التي تعرضت لدمار شبه كامل حيث تم تدمير المباني وسحب الحديد من الصبات الخرسانية، بالإضافة إلى اقتلاع أشجار الزيتون وتجريف الأراضي ما جعلها غير صالحة للحياة دون إعادة إعمار شاملة.
ولا تقتصر المخاطر على الدمار فقط بل إن وجود بقايا الألغام ومخلفات الحرب يزيد من صعوبة العودة إذ أودت بحياة العديد من المدنيين الذين حاولوا الرجوع إلى منازلهم أو أراضيهم الزراعية.
وعلى الرغم من هذه المخاطر الجسيمة لم تُتخذ أي إجراءات جدية لإزالة هذه المخلفات أو تأمين المناطق من الأخطار.
المخيمات: وضع كارثي بعد توقف الدعم الإنساني
في ظل استحالة العودة إلى القرى المدمرة يبقى النزوح الخيار الوحيد للآلاف من السوريين لكن أوضاع المخيمات أصبحت لا تقل مأساوية.
فقد أدى توقف الدعم الإنساني إلى تفاقم معدلات الفقر والجوع حيث تعجز العائلات عن تأمين احتياجاتها الأساسية من غذاء وماء ودواء كما أن المخيمات تعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية والخدمات الأساسية مما يزيد من صعوبة الحياة فيها، خاصة مع دخول فصل الشتاء الذي يفاقم الأوضاع المعيشية للنازحين.
غياب أي جهود دولية لحل الأزمة
رغم حجم الكارثة الإنسانية لم تبدأ أي جهود دولية جادة لإعادة الإعمار أو تأمين عودة آمنة للنازحين، فلا توجد خطط واضحة لإعادة تأهيل المناطق المتضررة ولا برامج دعم كافية لمساعدة العائدين.
كما أن غياب التنسيق بين المنظمات الإنسانية والجهات الفاعلة يزيد من تعقيد الأزمة ما يترك النازحين في مواجهة مصير مجهول دون أي حلول تلوح في الأفق.
بين العودة المستحيلة والبقاء القاسي
في ظل هذه الظروف يبقى النازحون السوريون عالقين بين خيارين كلاهما مر العودة إلى قرى مدمرة وخطيرة أو البقاء في مخيمات تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة ومع استمرار غياب أي تحرك دولي حقيقي يظل مستقبل هؤلاء النازحين مجهولًا وسط تساؤلات حول ما إذا كان المجتمع الدولي سيتدخل لإنهاء هذه المعاناة أم أن الأزمة ستبقى دون حلول.
شاهد أيضاً جلسة حوارية واسعة في حلب ضمن التحضيرات لمؤتمر الحوار الوطني السوري