دمشق تبدأ حملة تدقيق في “إمبراطوريات” رجال الأعمال المقربين من الأسد

بدأت الحكومة السورية، برئاسة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، حملة تدقيق موسعة تستهدف الشركات الاقتصادية الكبرى التي يسيطر عليها رجال أعمال بارزون كانوا مقربين من الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
ونقلت وكالة “رويترز”، اليوم الخميس 13 شباط، عن ثلاثة مصادر مطلعة، أن السلطات السورية شكلت “لجنة خاصة” لمراجعة الاستثمارات الضخمة التي يمتلكها رجال أعمال خاضعون لعقوبات غربية، من بينهم محمد حمشو وسامر فوز.
وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود الحكومة الجديدة لإنهاء النظام الاقتصادي القائم على الفساد والمركزية الشديدة، والذي كان يهيمن عليه رجال أعمال مرتبطون بعائلة الأسد، بهدف استئصال الفساد والأنشطة غير القانونية.
ورغم عدم إعلان السلطات عن تشكيل “اللجنة الخاصة” أو الكشف عن أعضائها، أشارت مصادر إلى أن الحكومة الجديدة أجرت محادثات مع بعض رجال الأعمال البارزين المرتبطين بالنظام السابق، والذين يسيطرون على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري.
ووفقًا لمراسلات اطلعت عليها “رويترز” بين مصرف سوريا المركزي والبنوك التجارية، أصدرت الإدارة الجديدة أوامر، بعد أيام من سيطرتها على دمشق، بتجميد الأصول والحسابات المصرفية للشركات والأفراد المقربين من الأسد، بما في ذلك المدرجون على قوائم العقوبات الأمريكية.
وأكد مسؤول حكومي ومصدران سوريان مطلعان، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم، أن حمشو وفوز عادا إلى سوريا من الخارج في كانون الثاني الماضي، حيث التقيا بشخصيات بارزة في الحكومة الجديدة بدمشق.
ووفقًا للمصادر ذاتها، فقد تعهد الرجلان، اللذان يواجهان انتقادات واسعة بسبب علاقتهما الوثيقة بالأسد، بالتعاون مع جهود التقصي التي تبذلها الحكومة الجديدة. وأفاد المصدران بأن فوز، الذي يحمل الجنسية التركية، غادر دمشق بعد المحادثات، بينما لم يتم تحديد مكان حمشو.
وفي وقت سابق، صرّح وزير التجارة ماهر خليل الحسن، ورئيس هيئة الاستثمار السورية أيمن حموية، أن الحكومة أجرت اتصالات مع عدد من رجال الأعمال المرتبطين بالنظام السابق، دون الكشف عن تفاصيل هذه اللقاءات.
من جانبه، أكد خلدون الزعبي، الشريك القديم لسامر فوز، أن الأخير أجرى محادثات مع السلطات السورية، لكنه لم يؤكد زيارته للبلاد. وأضاف أن فوز أبدى استعداده للتعاون مع الإدارة الجديدة، والمساهمة في دعم الدولة والشعب السوري.
وكان اسم محمد حمشو قد برز مجددًا في منتصف كانون الثاني الماضي، بعد أنباء عن تسوية مالية بملايين الدولارات دفعها مقابل عودته إلى سوريا. ويُعد حمشو أحد أبرز رجال الأعمال السوريين، حيث شغل مناصب عديدة، من بينها أمين سر غرفة تجارة دمشق، وأمين سر عام اتحاد غرف التجارة السورية، بالإضافة إلى امتلاكه العديد من الشركات التجارية.
أما سامر فوز، فيشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجموعة “أمان القابضة”، التي تضم تحت مظلتها عددًا من الشركات الكبرى.
شاهد أيضاً عين الجاش: قرية تحمل اسمًا لا يعكس حقيقتها