السوريون في المهجر

مؤتمر ملفات قيصر في باريس: خطوة جديدة نحو العدالة والمساءلة في سوريا

شهدت العاصمة الفرنسية باريس، يوم الأربعاء 28 مايو 2025، انعقاد مؤتمر هام تحت عنوان “الشهود العدالة: نحو المساءلة والعدالة في سوريا – ما الخطوة التالية؟”، استضافته بلدية باريس، بمشاركة واسعة ومتميزة من مختلف الأطراف المعنية بالعدالة الانتقالية في سوريا.

وقد شكّل المؤتمر منصة فريدة، حيث أتيحت لأول مرة الفرصة لفريق ملفات قيصر من أجل العدالة ليكشف عن بدايات تأسيسه منذ عام 2011، وعن سنوات العمل الطويلة التي تمّت في ظروف سرية، كما استعرض رؤيته المستقبلية تجاه مسار العدالة في سوريا.

ملفات قيصر: من السرية إلى العلن

يمثّل ما يُعرف بـ”ملفات قيصر” حجر الزاوية في عمل الفريق، لكنه في الوقت نفسه جزء من تفويض أوسع، إذ يلتزم الفريق – المتكوّن من أفراد متنوعين كثير منهم لا تزال هويتهم مجهولة حفاظًا على سلامتهم – بالدفاع عن العدالة والمساءلة في سوريا رغم المخاطر الكبيرة التي واجهها أعضاؤه على مدى سنوات.

وقد أكد فريق ملفات قيصر خلال المؤتمر أن عملهم تمّ دون أي تمويل خارجي، محافظين على استقلالية ونزاهة مهمتهم، مع العمل حاليًا على تأسيس هيكل تنظيمي مستدام يضمن استمرارية جهودهم على المدى البعيد.

فرصة جديدة في ظل تغيرات المشهد السوري

جاء المؤتمر في سياق جديد بعد فرار بشار الأسد من سوريا في ديسمبر 2024، مما فتح آفاقًا أوسع للحرية وإمكانية تحقيق العدالة الانتقالية التي تشمل جميع أطراف النزاع، وتعالج جرائم حقوق الإنسان والجرائم الجسيمة التي ارتُكبت خلال السنوات الماضية.

وأكد المشاركون على أهمية دور المجتمع المدني، ومن ضمنه فريق ملفات قيصر، في الاستثمار في الخبرات المتراكمة لبناء مسار عدالة شامل يعيد بناء الثقة بين السوريين، ويرمم النسيج الاجتماعي الذي تمزق بفعل الصراع، ويضمن عدم تكرار الجرائم في المستقبل.

تكريم فريق ملفات قيصر

وبالنيابة عن رئيسة بلدية باريس السيدة آن هيدالغو، قام نائبها السيد جان لوك روميرو-ميشيل بتسليم ميدالية باريس الكبرى لأعضاء فريق ملفات قيصر، تقديرًا لتفانيهم وجهودهم في سبيل العدالة، وهم

أسامة عثمان، مؤسس الفريق والمدير التنفيذي لـ CF4J

فريد المذهان (“قيصر”)، الشاهد الرئيسي وراء الملفات

مشعل حمود، عضو مجلس الإدارة
محمد حسن، عضو مجلس الإدارة
أيمن وعمار
خولة وعيسى

الطريق أمامنا

على الرغم من التحديات التي لا تزال قائمة، أكد البيان الختامي للمؤتمر أن أي رؤية لمستقبل سوريا العادل يجب أن تبدأ بإنصاف الماضي، وتأسيس آليات مساءلة شاملة لا تستثني أحدًا، وتضم جميع الأصوات، وخاصة صوت الشباب والناجين وعائلات المختفين.

وشدد المؤتمر على الحاجة المستمرة للدعم الدولي الجاد والمكمل لجهود المجتمع المدني في تحقيق العدالة الانتقالية، مؤكدًا أن فريق ملفات قيصر سيظل جهة شاملة ومتجذرة في تجارب المجتمع السوري، ومطالباته، مع الالتزام بالعمل المستمر حتى تحقق سوريا العدالة المنشودة.

شاهد أيضاً : الإعلان الدستوري الجديد: شرعنة الاستبداد بواجهة قانونية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى