تصعيد إسرائيلي في قرية كويا بريف درعا: قصف وضحايا وترقب

تشهد قرية كويا الواقعة في ريف درعا الغربي، على بعد نحو 9 كيلومترات من خط وقف الاشتباك، تصعيدًا عسكريًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بعد سلسلة من التوترات التي بدأت مع توغله في القرية أواخر عام 2024.
توغل إسرائيلي ورفض شعبي
في 17 ديسمبر 2024، توغلت القوات الإسرائيلية في كويا عقب سقوط نظام الأسد، وسط محاولات لفرض واقع جديد في المنطقة، لكن الأهالي رفضوا بشكل قاطع تسليم أسلحتهم للجيش الإسرائيلي أو قبول أي مساعدات منه.
هذا الرفض قوبل بتوتر متصاعد، حيث خرج السكان في مظاهرات حاشدة يوم 20 ديسمبر 2024 مطالبين بانسحاب الجيش الإسرائيلي من قريتهم.
ردّت القوات الإسرائيلية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين، ما أسفر عن وقوع عدد من الجرحى. وبعد عدة أيام من الاحتجاجات، اضطرت إسرائيل إلى الانسحاب في 26 ديسمبر 2024، لكنها لم تبتعد كثيرًا، إذ تمركزت على أطراف القرية، وأقامت نقاطًا عسكرية قطعت من خلالها الطرق المؤدية إلى الأراضي الزراعية، ما أدى إلى عرقلة حركة المزارعين، فيما تكررت منذ ذلك الحين عمليات إطلاق النار تجاه القرية، إلى جانب تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
تصعيد جديد وقصف إسرائيلي
في صباح اليوم الثلاثاء 25 آذار، دخلت قوة عسكرية إسرائيلية إلى مزارع كويا، لكن سرعان ما اندلع إطلاق نار ضدها، دون تخطيط مسبق، ما أجبرها على الانسحاب.
وردّ الاحتلال الإسرائيلي بقصف مكثف استهدف القرية والوديان المحيطة بها، مستخدمًا المدفعية، الرشاشات الثقيلة، والطائرات المسيّرة.
حتى الآن، أسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد 7 أشخاص، مع احتمال ارتفاع العدد بسبب وجود جرحى وحالات لم يتم الوصول إليها بعد في الوديان المستهدفة.
بعد تشييع الشهداء في مقبرة القرية، لجأ بعض الأهالي إلى الجزء الشمالي من القرية لتجنب القصف، فيما أطلقت مكبرات المساجد دعوات للأهالي بالبقاء في منازلهم ورفض النزوح أو التهجير.
في ظل هذا التصعيد، يبقى المشهد مفتوحًا على احتمالات عديدة، وسط ترقّب لما قد تكون عليه الخطوة القادمة للجيش الإسرائيلي، وما إذا كان هذا التصعيد مقدمة لتحركات جديدة في المنطقة.
شاهد أيضاً ازدواجية المعايير في التعامل مع الرموز: لماذا تُحظر راية التوحيد بينما تُرفع غيرها بحرية؟